أهم مصادر الحروب الفرنجية الصليبية

أهم مصادر الحروب الفرنجية الصليبية :
تقسم مصادر الحروب الصليبية ( الفرنجية) إلى قسمين : مصادر شرقية و مصادر أوربية ، وكل من هذين القسمين يقسم بدوره إلى قسمين :
فالمصادر الشرقية هي مصادر " عربية" ومصادر " سريانية" ثم " أرمينية" .
و المصادر الأوربية هي مصادر " إغريقية" و مصادر " لاتينية" .
1ً- الحملة الصليبية الأولى :
وهناك أربعة مصادر عن الحملة الصليبية الأولى ثلاثة منها كتبت باللغة اللاتينية و نص واحد كتب بالإغريقية ومن تلك المصادر :
1- المؤرخ المجهول :
صاحب كتاب "أعمال الفرنجة وحجاج بيت المقدس"، وكتب هذا الكتاب خلال سنوات (489– 493هـ/ 1095 – 1099 م ) ، وهو أحد شهود العيان عن الحملة الصليبية الأولى ولا يعرف اسمه ، ولكن من المؤكد أنه كان تابع لـ " بوهيموند النورماندي" ( في صقلية ) و أنه جاء من جنوب إيطالية من "أبوليا".
وما يدل على ذلك كلمة " دومنيوس" اللاتينية والتي تعني ( السيد أو الرئيس) حيث كان يقول على
" بوهيموند" سيدي ، والمهم عندما استمر " بوهيموند" في " إنطاكية" وشكّل إمارة صليبية ،تابع المؤرخ المجهول مع " ريموند" كونت " تولوز" للمشاركة في الاستيلاء على" بيت المقدس"، وقد كتب أعمال الفرنجة بلغة لاتينية سهلة فصيحة و أحتوى على اقتباسات نقلت من الكتاب المقدس .
2- ريموند دي جيل :
صاحب كتاب " الفرنجة الذين استولوا على بيت المقدس" ، ولم يكن " ريموند" عالي الثقافة ، ولكنه كان رجل دين متعصب جداً يؤمن بالغيبيات و كان متشرباً بعقيدة النصر النهائي للمسيحية ولا يعرف التسامح ، لذلك سوّغ أبشع الأعمال التي اقترفها الفرنجة مثل الإبادة الجماعية للمسلمين و أكل لحوم الموتى المسلمين ، وقد كتب هذا الكتاب أخبار " ريموند الصانجيلي" .
3- فولتشر أوف تشارترز:
صاحب كتاب " تاريخ الحملة إلى القدس " ، وكان " فولتشر" من الذين شاركوا بالحملة الأولى وكان برفقة " بلدوين" في " الرها" ( أورفة حالياً في تركيا ) .
وعندما أصبح ملكاً على القدس ذهب معه إلى هناك ، و وقع تاريخه في ثلاثة أقسام ، بدأ أولها بأخبار البابا "أوربان الثاني" ومجمع " كليرمونت" و انتهى بموت " غودفري" بالقدس ، وغطى القسم الثاني أخبار حكم " بلدوين الأول" حتى وفاته في " العريش" ، وغطى القسم الثالث أخبار حكم " بلدوين الثاني" حتى ( سنة 1127 م ) وربما مات المؤلف في هذا العام .
4- أنا كومنينا :
وهذا المصدرالرابع مكتوب باللغة الإغريقية وهو لـ" أنا كومنينا" ابنة الإمبراطور البيزنطي "الكسيوس كومنين" ( 1081- 1118 م ) ، واسم الكتاب هو " الألكسياد" نسبة إلى والدها أوقفته على التأريخ لحياة أبيها وما حدث في وقائع جليلة ويعد كتابها مصدراً متفرداً بالنسبة للتاريخ البيزنطي ، كما أنه مصدر أساسي لتاريخ الحروب الصليبية يرقى إلى الدرجة الوثائقية .
2ً- الحملة الصليبية الثانية :
وأهم من كتب عن الحملة الصليبية الثانية "أودو أف دويل" و " وليم الصوري " .
1- أودو أف دويل:
وقد شارك "أودو أف دويل" بالحملة الصليبية الثانية مع " لويس السابع" ملك فرنسة .
2- وليم الصوري( 1130 – 1185 م ) :
أما " وليم الصوري" الراجح أنه ولد في بيت المقدس ( 1130 م ) من أبوين ينتسبان لأسرة إيطالية ، اشترك رجالها في الحملة الصليبية الأولى .
نشأ في المشرق و أجاد العربية و اليونانية و توجه إلى الغرب الأوربي للتعلم ، فأمضى (16 سنة ) من
( 1145 – 1161 م ) في " باريس" و درس خلالها الفنون الحرة و اللاهوت .
ثم توجه إلى " بولونيا" في إيطالية حيث درس القانون مدة (4 سنوات ) من ( 1160 – 1165 م ) .
وعند عودته إلى " فلسطين" اتصل بالملك " عموري الأول" ( 1163 – 1174 م ) ، وأمده " عموري الأول " بتواريخ عربية وطلب منه كتابة تاريخ عصره و تاريخ مملكة بيت المقدس .
وفي ( سنة 1174 م ) عينه الملك " عموري" مستشاراً للمملكة و رئيساً لأساقفة " صور" وبعث به في سفارات إلى " روما" و" بيزنطة" ، وبعد موت " عموري" انسحب إلى " صور"( سنة1180م ) وظل مراقباً للأحداث حتى وفاته ( سنة 1185 م ) قبل أن بشهد استيلاء و استعادة " صلاح الدين الأيوبي " على بيت المقدس ، وكتابه هو " تاريخ الأعمال التي تمّت في ما وراء البحار" .
و امتاز " وليم الصوري" بالموضوعية و تمتعه بفن السرد الحيوي للحوادث ومما يستوجب الاهتمام في كتاب" وليم الصوري" أنه صّور " عماد الدين زنكي" و" نور الدين محمود" و" أسد الدين شيركوه"
و" صلاح الدين الأيوبي" تصويراً يدعو للإعجاب بينما نعى زعماء الصليبين وبيّن أن سبب عجزهم عن مقاومة " نور الدين" و" صلاح الدين" انتشار الرذيلة و الخيانة و الفرقة و المنافسة و الغدر بين صفوفهم و يتبين من كتابه أنه يجيد اللاتينية بشكل جيد .
ويعتبر" وليم الصوري" مصدراً أساسياً لكل ما وقع في عهده حتى أن الأحداث التي لم يعاصرها أعتمد في تدوينها على المحفوظات الملكية و الكنسية فضلاً عن شهود العيان .
3- الملاحم الشعبية الأوربية :
وتوجد بعض الملاحم الشعبية الأوربية التي حركت مشاعر الجماهير الأوربية ، وألهبت حماسها مثل
"ملحمة نشيد رولاند" و" ملحمة ريتشارد قلب الأسد" وأسطورة "حج شارلمان" إلىالأراضي المقدسة .
3ً – الحملة الصليبية الثالثة :
أما بالنسبة للحملة الصليبية الثالثة هناك عدة مصادر منها :
1- " تواريخ أسرة بلانتغنت" : وهو مصدر غني و نشر للمرة الأولى في لندن ( سنة 1995 م ) ، وقام الدكتور" سهيل زكار" بترجمة و نشره في"الموسوعة الشامية" جزء(30 )، ومن"أسرة بلانتغنت" جاء "هنري الثاني" ملك إنكلترة ومن بعده ابنه " ريتشارد قلب الأسد" ومن هذا المصدر نحصل على صورة مفصلة عن أوضاع كل من إنكلترة وفرنسا قبل نشوء أحداث الحملة الصليبية الثالثة و بعدها .
2- كتاب " أمبرويز" : الذي يحمل عنوان " تاريخ الحملة المقدسة" .
3- كتاب " رحلة الملك ريتشارد" : الذي يعتبر أكمل الروايات حول الحملة الصليبية الثالثة .
4ً – الحملة الصليبية الرابعة:
ومن المصادر التي تتحدث عن الحملة الصليبية الرابعة التي اتجهت نحو القسطنطينية بدل مصر .
1- " جيوفري الفلهاردويني": في كتابه " الاستيلاء على القسطنطينية " ، وهذا المؤلف ولد بين سنتي ( 1150 – 1154 م ) ، وكتب هذا المصدر بالفرنسية .
2- " روبرت دي كلاري ": في كتابه " سقوط القسطنطينية للصليبين"( بيد الصليبين) بالإضافة إلى " تاريخ المورة" .
5ً – الحملة الصليبية الخامسة :
فقد دّون لها كل من :
1- " جاك دي فيتري" : في كتاب أراد التأريخ به للقدس ، أهم ما فيه ما تعلق بالحروب الصليبية .
2- " أوليفر أف بادلربون": كتب عدة كّتب منها " تاريخ دمياط" كتبه أثناء الحملة الصليبية الخامسة وبعدها مباشرة ، وكتب أثناء وجوده في مصر كتاب " وصف الأراضي المقدسة " وكتاب " تاريخ القدس ومجريات حوادثها المختلفة " بدأ كتابه بآدم و توقف مع قدوم الصليبين سنة 0 1096 – 1099 م ) و احتلال القدس ، وكتب "تاريخ حكام الأرض المقدسة " .
6ً- الحملة الصليبية السادسة :
أما أخبار الحملة الصليبية السادسة فقد دون لها من الجانب الصليبي :
1- "فيليب دي نوفار" : وتفيدنا وثيقته في أن الألمان أسهموا في الحملتين الخامسة و السادسة أكثر من سواهم من الأوربيين، كما كان أثر البابوية معادلاً إن لم نقل متفوقاً على الأثر الألماني .
2- " شارل كوهلر": والنص الذي حوته الموسوعة الشامية في الجزء( 35 ) قام على ما صنفه " شارل كوهلر" من خلال مصدرين ، كتاب " فيليب" قد دمج فيهما وهما –" أخبار أعمال الحرب عن قبرص" و " حوليات أمادي " وهو عن قبرص أيضاً .
7ً- الحملة الصليبية السابعة :
1- "جين": وهو خير من أرّخ للحملة الصليبية السابعة بتفصيل موثق وهو صاحب"جوان فيل" .
2- "جوان فيل": صاحب كتاب "القديس لويس – حياته وحملاته على مصر والشام" ، وقد أرّخ في كتابه هذا لحياة الملك الفرنسي " لويس التاسع" ، وقد ولد " جوان فيل" ( سنة 1224 م ) ومات ( سنة 1319 م ) ،ويدور هذا الكتاب حول الحملة الصليبية السابعة التي قام بها " القديس لويس التاسع " ضد " مصر " .
8ً - أهم مؤرخي تاريخ إنطاكية:
وقد أرّخ لإنطاكية " ولتر المستشار" والذي تحدث عن حروب الإنطاكيين لا سيما معركة " دانيس"
( ساحة الدم )( 513 هـ / 1119 م ) ، حيث قتل المسلمون أمير إنطاكية " روجر أوف سالرنيو" على يد " إيل غازي بن أرتق " قائد القوات الإسلامية .
ويمكن أن نضيف إلى تلك المصادر ذيلين آخرين لتاريخ "وليم الصوري" عرف أولهما بـذيل" روثلين" نسبة إلى ( دير في شمال إنكلترة ) فيه وصف مسهب لأوضاع القدس عندما حررها " صلاح الدين " .
أما الذيل الثاني عرف باسم " تاريخ هرقل" ومواد هذين الذيلين مهمة بالنسبة للحملة الصليبية السابقة .
والكتب السريانية التي أرخت للحروب الصليبية هي عبارة عن ثلاثة نصوص كتبها ثلاثة مؤرخين :
1- حولية المؤرخ الرّهاوي المجهول ولعّله " باسيل مطران الرها" ، عالج أفكارحول مدينة" الرها" وما كان يحيط بها خلال النصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي ،أي حتى (سنة 1145 م ) أي بعد فتح " عماد الدين الزنكي" لها .
2- " ميخائيل السوري" : الذي أصبح رئيساً لكنيسة "اليعاقبة"(1166 م ) ويستفاد من عمل هذا المؤرخ حديثه عن المحاصيل و الجفاف و البناء و الحرائق .
3- "ابن العبري": الذي أكمل تاريخ المنطقة منذ وفاة " ميخائيل السوري" حتى وفاته ( سنة 1286م) وتكاد تكون روايته عن أحداث الحروب الصليبية مجرد تكرار مختصر بمّا كتبه
" ميخائيل السوري " .

وقد عالج المؤرخين العرب أخبار الصليبين عند دخولهم لبلاد الشام ضمن النسيج السياسي الشامي ومن هذه المصادر العربية :
1- " تاريخ دمشق" ، " ابن القلانسي" ، ( ت . 555هـ / 1166 م ) .
2- كتاب " بغية الطلب في تاريخ حلب" و كتاب" زبدة الحلب في تاريخ حلب" ، " ابن العديم" ( ت. 660 هـ / 1262 م ) .
3- " الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب" ، " ابن الشحنة" ، ( ت . 890 هـ / 1485 م ) .
4- " الأنس الجليل في تاريخ القدس و الخليل" ، "العليمي" ، ( ت . 927 هـ / 1521 م ) .
5- " النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية " ، " ابن شداد" ، ( ت . 632 هـ / 1238 م ) .
6- " وفيات الأعيان " ، " ابن خلكان" ، ( ت . 681 هـ / 1282 م ) .
7- "النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة " ، " أبي المحاسن ابن تغري بردي الأتابكي" ( ت . 874 هـ / 1469 م ) .
8- " الكامل في التاريخ" وكتاب " الباهر في تاريخ الدولة الأتابكية بالموصل" ، " ابن الأثير" ( ت. 630 هـ / 1234 م ) .
9- كتاب " الروضتين في أخبار الدولتين" ، وكتاب " الذيل على الروضتين" ، " أبي شامة" ( ت . 665 هـ / 1267 م ) .
10-كتب " اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الخلفاء" و " إغاثة الأمة بكشف الغمة " و" السلوك في معرفة دول الملوك" و " الخطط المقريزية" ، " المقريزي" ، ( ت . 845 هـ / 1442 م ) .
11- كتاب " تاريخ الإسلام " ، " الذهبي" ، ( ت. 748 هـ / 1348 م ) .
12- " تاريخ ابن خلدون" ، " ابن خلدون" ، ( ت . 808 هـ / 1406 م ) .
13- " تاريخ مصر"( بدائع الزهور في وقائع الدهور)،" ابن إياس"،( ت. 930 هـ / 1523 م ) .
14- " كتاب " الفتح القسي في الفتح القدسي" و " البرق الشامي" ، " للعماد الأصفهاني" ، ( ت. 597 هـ / 1201 م ) .
15-"الرحالة " ، " ابن جبير" ، ( ت . 732 هـ / 1331 م ) .
16- كتاب "المختصر في أخبار البشر" وكتاب " تقويم البلدان" ، " أبي الفداء" ، ( ت. 732 هـ / 1331 م ) .
17- كتاب " نهاية الأرب في علم الأدب " ، " النويري" ، ( ت. 732 هـ / 1332 م ) .
وهناك مصادر أخرى كثيرة لم نذكرها .

» الأوضاع العامة في الغرب الأوربي عشية الحملات الفرنجية الصليبية
» الأوضاع العامة في المشرق العربي الإسلامي عشية ا لحملات الفرنجية الصليبية:
» كونتية " طرابلس" الصليبية ( 503 – 688 هـ / 1108 – 1289م )
» الحملة الصليبية الأولى
» المماليك و الحملة الصليبية السابعة ( 1249 م )