أحمد -*-*-*-
العمر : 40 المدينة : حلب الدراسة : دبلوم عدد المشاركات : 656 تاريخ التسجيل : 02/05/2008 الابراج : نظريتي بالحياة : عندما تشير " بإصبع يدك " .. نحو شخص تنتقده
فلا تنسى أن هناك " ثلاثة أصابع " .. بيدك أيضا
تشير نحوك ..أنت السٌّمعَة : 0
| موضوع: العمارة الدينية بأفريقيا 2/5/2008, 7:32 pm | |
| ثالثاً – العمارة الدينية: 1- جامع " عقبة بن نافع " ( الجامع الأعظم ) في "القيروان": بنى " عقبة بن نافع " المسجد الجامع في قلب مدينة " القيروان" بين عامي ( 50- 55 هـ ) ، و ظل " جامع عقبة " المسجد الجامع الوحيد إلى أن حول مسجد الزيتونة إلى مسجد جامع ( عام 783هـ ) 0 و ما زال جامع " عقبة " أكبر مسجد جامع في " القيروان" حتى الآن 0 امتد " جامع عقبة" منذ تأسيسه على مساحة واسعة ، وكان في هيئة هندسية معمارية متطورة ، حتى قيل : " لم يبني عقبة مدينة لها جامع، بل بنى جامعاً له مدينة" ولا يستبعد هذا لأنه عندما أسست مدينة "القيروان" كانت عمارة المساجد في البلدان الإسلامية ، قد انتقلت من مرحلة التأسيس و التكوين ، إلى مرحلة إعادة البناء و التوسيع ، بل و الزخرفة أيضاً 0 و لقد أجهد " عقبة بن نافع " نفسه في تعين قبلة المسجد ، لأن أهل المغرب سيضعون قبلتهم عليها ، فأقام و أصحابه ينظرون إلى مطالع الشتاء و الصيف من النجوم ، و مشارق الشمس ، إلى أن انتهى إلى وضع المحراب و اتجاه القبلة برؤيا رآها في منامه . لذلك قدس أهل القيروان محراب عقبة وحافظ عليه الولاة ومن أتى بعدهم0 و جدد " حسان بن النعمان الغساني " ( سنة 84هـ) ، الجامع الأعظم و بناه بناء حسناً ، و حافظ على محراب " عقبة" ، و جلب له العمودين الأحمرين 0 أما " بشر بن صفوان" ، فقد كتب (سنة 105هـ) إلى الخليفة "هشام بن عبد الملك" يعلمه بأن المسجد يضيق بأهله ، وأن بـ "شماليه" بستان لقوم من " فهر" ، فأمره " هشام " بشرائه ، وأن يدخله المسجد ففعل ، و بنى في صحنه ماجلاً ، وبنى المئذنة في بئر البستان , ونصب أساسها على الماء , واتفق أن وقعت في نصف الحائط الشمالي . إذن في العصر الأموي , لا في العصر العباسي , وصل المسجد إلى مساحته التي هو عليها اليوم والتي تمتد من " محراب عقبة" إلى " مئذنة بشر" أي أصبح ممتداً من الشمال إلى الجنوب ، وهذا ما حتمته طبيعة الموقع الذي بني فيه ، وعدم وجود إمكانية لتوسيعه إلا في اتجاه الشمال . وفي ( سنة 157هــ) هدم " يزيد بن حاتم المهلبي" " جامع عقبة" ، ما عدا المحراب ، وبناه . وفي ( عام 221هــ ) جدد " زيادة الله بن الأغلب""جامع عقبة" وهم بهدم المحراب ، فعارضه أهل "القيروان" لما له من القدسية في نفوسهم ، فألح في ذلك ، فاقترح عليه أحد البنائين أن يدخل " محراب عقبة" بين حائطين ( حائط أمامه وحائط خلفه ) فلا يظهر في المسجد أثر لغير "زيادة الله" ، ويرضي في الوقت نفسه المعارضين ، فاستصوب رأيه 0 أما "أبو إبراهيم أحمد بن الأغلب" ، فلقد جدد قبة المحراب (عام 248 هـ) ، وأنشأ الرواق أمام القبلية. وجعل سقف الفتحة وسطه قبة مماثلة ومناظرة لقبة المحراب ، كما كسا المحراب برخام أبيض مزخرف بزخارف نباتية جميلة ، جلبه من العراق ، وجلب من العراق أيضاً ألواح (القاشاني) التي كسا بها واجهة المحراب وجعل كسوة طاسة المحراب خشبية ، دهنت باللون الكحلي ، وزينة برسوم نباتية ذهبية اللون . وجلبت " لأحمد بن الأغلب" أخشاب الساج من "بغداد" وعمل منها منبراً ، يتألف من ألواح مستطيلة ومثلثية عليها زخارف نباتية وهندسية تجمع بينها صفائح النحاس . وما زالت حتى الآن قبة المحراب والمنبر والمحراب باقية ومحافظة على الوضع الذي أنشئت به أيام " أحمد بن الأغلب" ، أما قبة البهو ( وسط الرواق الجنوبي ) فقد هدمت أثناء الترميمات التي أجريت (عام 1962م ) وأعيد بنائها ، وكانت قد هدمت قبل هذا التاريخ وجعلت محززة من الخارج ومعصبة من الداخل ، وبنيت بالآجر . وتنسب المقصورة الموجودة حاليا إلى "المعز بن باديس" ( عام 406-440هــ ) ، وذلك استنادا إلى الشريط الكتابي بالخط الكوفي المحفور بأعلى سياج المقصورة ، ومما ورد فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما ، مما أمر بعمله أبو تميم المعز بن باديس بن المنصور سلام الله عليه وبركاته " ، ولكن هذه الكتابة لا تحدد بدقة تاريخ إنشاء المقصورة ، و أرى أنها كانت موجودة قبل ( صفر عام 438 هــ ) . الوصف المعماري لجامع عقبة : بّني " جامع عقبة" على مساحة من الأرض تقارب أبعادها الوسطية من الداخل ( 118 × 66 م ) ، تمتد متطاولة من الشمال إلى الجنوب . 1- القبلية : جنوبي الصحن ، أبعادها الوسطية من الداخل ( 70 × 73.30 م ) ، وتتألف من ( 8 مجازات ) ، في كل منها ( 17 فتحة ) ، تشكل الفتحة الوسطى المجاز القاطع ، وهي أعرض من بقية الفتحات ، فـ"جامع عقبة" أخذ المجاز القاطع الذي يتوسط القبلية ويصل بين بابها الأوسط والمحراب ، عن الجامع الأموي بـ" دمشق" ، إذ نجد بـ" جامع دمشق" أول مجاز قاطع في المساجد الجامعة في الدولة الإسلامية . للقبلية( 3 أبواب ) : باب في الجدار الجنوبي من المقصورة إلى غرفة الخطيب فالشارع ، وباب في كل من الجدارين الشرقي والغربية ، ويدعى الباب الشرقي " باب النساء" وهو أشهر أبواب الجامع ، إذ يتقدمه برج أنشئ في العصر الحفصي ( عام 693 هـ ) ، زينت واجهاته بمحاريب وشرفات وتعلوه قبة آجرية محززة من الداخل والخارج ، سقفت القبلية بسقف خشبي مربع يستند إلى أقواس حدوة الفرس الدائرية عمودية على جدار القبلية0 2- الصحن : يمتد من الشمال إلى الجنوب ، متوسط أطوال أضلاعه (67 ×50.50 م ) ، وتحيط به أربعة أروقة ، يتألف كل من الأروقة: الجنوبي والشرقي والغربي من مجازان , أما الرواق الشمالي فمن مجاز واحد ، سقوف الأروقة خشبية مربعة ، تستند إلى أقواس حدوة الفرس المدبب وكسيت واجهاتها بالحجارة ، للصحن ( 3أبواب) شرقاً ، و( 3 أبواب غرباً) يتقدم كل من الأبواب الغربية برج . بنيت جدران الجامع كله من الآجر ودعمت الواجهات الخارجية بدعامات مستطيلة أبعادها مختلفة ونهاياتها منحدرة ، وكسيت دعامات الجدار الجنوبية بالحجارة . ويوجد تحت أرضية الصحن عدة مواجل ( خزانات ) لتجميع مياه الأمطار وعادة استخدامها في غسيل الجامع ، كما يوجد فيه مزولة لضبط أوقات الصلاة . 3- المئذنة : تقع شمالي الصحن وتتوسط الرواق الشمالي ، وتتألف من ( 3 أدوار) مربعة ، ارتفاعها الإجمالي ( 31.50 م ) ، تنحدر جدران الدور السفلي باتجاه الأسفل فمتوسط طول ضلع المئذنة من الأسفل ( 10.60م ) ، ومن الأعلى ( 10.10م ) ، كسي هذا الدور بالحجارة أبعاد حجارة المداميك السبعة السفلى كبيرة ، وأبعاد حجارة بقية الإكساء صغيرة مماثلة لأبعاد الآجر ، كما كسيت الجدران من الداخل بالحجارة . في الجدار الجنوبي باب المئذنة نجفته وكتفاه من المرمر المحفور بزخارف نباتية ، وفوق نجفته قوس عاتق حدوة الفرس الدائري ، وفوق الباب( 3 نوافذ) تحيط بنجفتها أقواس عاتقة حدوة الفرس الدائري . في الجدارين الشمالية والغربي نوافذ رفيعة كمرامي السهام ، ينتهي الدور الأول بشرفات نهايات نصف دائرية ، تتوسطها شقوق شاقولية . مقطع الدور الثاني من الأسفل إلى الأعلى وطوله الوسطي ( 7.60 م ) ، في كل ضلع ( 3 أقواس ) تزينية حدوة الفرس الدائري تستند إلى دعامات جدارية ، في الجداران الشمالي والغربي نوافذ رفاعية ، وفي الجنوب باب إلى الشرفة , بّني هذا الدور بالآجر وكسيت جدرانه من الداخل بالحجارة . مقطع الدور الثالث مربع أيضاً ، وطول ضلعه الوسطي ( 5.48 م ) ، في كل ضلع محرابان تزينيان بينهما قوس حدوة الفرس الدائري يستند إلى عامودين دائريين لكل طرف وفي أعلى كل ضلع ( خمسة محاريب ) تزينية قوس كل منها نصف دائري ، تعلو الدور الثالث قبة آجرية محززة من الداخل والخارج . فجامع عقبة أخذ من " الجامع الأموي" بـ" دمشق" كل من : 1- المجاز القاطع 2- الأقواس حدوة الفرس الدائرية والمدبب 3- المئذنة المربعة 0 وأخذ من " المسجد الأقصى" بعد أن جدده الخليفة "المهدي"( عام 163هـ ) إثر زلزال (عام 158هــ) الذي أدى إلى تهدمه : 1– فكرة الفتحات العمودية على جدار القبلية . 2- كما أخذ عن الجامع الأقصى فكرة الرواق أمام القبلية 0 إذ كان"عبد الله بن طاهر" توفي (سنة 230هـ) قائد "المأمون" بنى رواق أمام أبواب قبلية " الجامع الأقصى " . أما قبة المحراب في " جامع عقبة " فمتأثرة بالقباب العراقية و خاصة قبة قصر "الجوسق الخاقاني" .
2- جامع الزيتونة ( في مدينة تونس ) : ذكرنا أن " حسان بن النعمان" بنى مسجداً في " تونس" (عام 79 هـ ) و اتفق المؤرخون على أنه كان في الموضع الذي بني فيه " جامع الزيتونة" " شجرة زيتون" فنسب إليها 0 فعندما ولي " عبيد الله بن الحبحاب" على إفريقيا من قبل "هشام بن عبد الملك" ، هدم المسجد ووسعه وبناه جامعاً ضخماً ( عام 114هـ ) ، ثم عن "أحمد بن الأغلب" جدده و بنى له قبة المحراب وقبة البهو ( عام 249هـ ) مماثلتين لقبتي " جامع عقبة بالقيروان" 0 وقد كانت مئذنته التي تقع في الجهة الشمالية الغربية من الصحن برجاً قديماً ، ثم زاد في ارتفاعه الأمير " محمد باي المرادي" (عام 1063هـ) ، فصار ارتفاعها ( 30 م ) 0 وتهدمت هذه المئذنة وسقطت ، فأعيد بناؤها على ما هي عليه اليوم ( عام 1309هـ ) 0 أما الرواق أما الواجهة الشرقية للجامع ( خارجه ) الذي يصعد إليه بإدراج فقد بناه إمام الجامع الشيخ " محمد البكري" ( عام 1037 هـ ) 0 3- جامع سوسة الكبير : أنشأه الأمير الأغلبي " محمد الأول أبو العباس"(عام 236 هـ) ، كانت القبلية الأصلية مؤلفة من ( 3 مجازات) في كل منها( 13 فتحة ) ، تشكل الفتحة الوسطى مجازا قاطعا ، فوق المحراب قبة مشابهة لقبة المحراب في جامع عقبة و لكنها ابسط منها ،أما سقوف بقية الفتحات فهي مهدية 0 وكان يحيط بالصحن ( 3 أروقة) في الشرق و الغرب والشمال ، يمتد على واجهاتها ، و واجهة القبلية على الصحن شريط كتابي بالخط الكوفي يؤرخ الجامع 0 وسعت القبلية باتجاه الجنوب ، و أزيل المحراب الأصلي و انشات قبة أخرى فوق المحراب الجديد ، فصار للجامع قبتان ، وجعلت سقوف بقية الفتحات في القسم الجديد قبوا متقاطعاً 0 أما الرواق أمام القبلية فقد أضيف ( عام 1086هـ ) ، يرتفع برج دائري قصير تعلوه قبة في الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن ويصعد عليه بدرج من الصحن ، ولهذا البرج وظيفتان ، فهو للآذان( مئذنة) وللمراقبة وللحراسة ، إذ أقيم الجامع قرب باب البحر في الزاوية الشمالية الشرقية من المدينة ، كما يوجد برج آخرلا ينتهي بقبة في الزاوية الجنوبية الشرقية من القسم المضاف للقبلية ، يستعمل للحراسة أيضاً0
| |
|