أحمد -*-*-*-
العمر : 40 المدينة : حلب الدراسة : دبلوم عدد المشاركات : 656 تاريخ التسجيل : 02/05/2008 الابراج : نظريتي بالحياة : عندما تشير " بإصبع يدك " .. نحو شخص تنتقده
فلا تنسى أن هناك " ثلاثة أصابع " .. بيدك أيضا
تشير نحوك ..أنت السٌّمعَة : 0
| موضوع: العمارة في العصر الفاطمي 2/5/2008, 7:33 pm | |
| العمارة في العصر الفاطمي انتصر " أبو عبد الله الصنعاني الشيعي" على الأغالبة ( عام 296هـ ) ، ثم قدم " عبيد الله المهدي" من " سجلماسة" إلى" رقادة" ، و دخلها( عام 297هـ ) ، و حل في " قصر الصحن" ، و أنزل إبنه " أبو القاسم " " قصر الفتح " ، و فرق دور " رقادة " على من أتى معه من قبيلة " كتامة" البربرية التي ناصرته ، كما نزل قوم منهم في "العباسية" " القصر القديم" 0 و تلقب " عبيد الله " بـ " المهدي " أمير المؤمنين ، وأمر يوم الجمعة بذكر اسمه بالخطبة في المسجد الجامع بـ " رقادة" ، فاستأنفت " رقادة " مهمتها الأولى ، فكانت مقراً للدولة الجديدة ، إلى أن بنى " المهدي" عاصمته " المهدية" على الساحل الشرقي لـ " تونس" 0 أولاً – العمارة المدنية : 1- مدينة" المهدية" : آثر" عبيد الله المهدي" بناء مدينة حصينة تقع على البحر ، بسبب الأحوال السياسية في إفريقية ،إذ أدرك أن مدينة " رقادة" بوقوعها وسط سهل فسيح ، مع قيام الثورات ، لا تصلح لأن تكون حاضرة و حصناً للعبيديين ، فأخذ يرتاد الأماكن البحرية مثل " تونس" و " قرطاجة" ، حتى استقر رأيه على مكان " المهدية " ، فهو شبه جزيرة تمتد في البحر كالكف ، يحيط به البحر من الشمال و الشرق و الجنوب ، و تتصل بالبر من الناحية الغربية فقط 0 شرع ببناء "المهدية"( عام 301هـ) ، وفرغ منها(عام 305هـ) ، وانتقل إليها "المهدي"(عام 308هـ) وقد بني لـ" المهدي" قصر ضخم بابه غربي ، و قصر لابنه "أبي القاسم" بابه شرقي ، و بين القصرين رحبة فسيحة ، و أنشئت شرقي قصر " عبيد الله " دار الصناعة و هي تسع أكثر من ( مئتي مركب ) ، وفيها قبوان كبيران طويلان لإيواء المراكب وعّددها ، لئلا ينالها شمس ولا مطر 0 أما مرسى " المهدية " فكان منقوراً في حجر صلد ، و يسع ( ثلاثين مركبا ً) ، و على طرفي المرسى برجان بينهما سلسلة من حديد ، فإذا أريد إدخال سفينة فيه ، أرسل حراس البرجين أحد طرفي السلسلة حتى تدخل السفينة ، ثم مددها كما كانت بعد ذلك ، تحصيناً لها ، لئلا تطرقها مراكب الروم 0 و قد أمر"المهدي" بإنشاء (360 ماجلاً ) في "المهدية" ، خوفاً من أن يفتقد الماء فيها إذا ما حاصرها الأعداء ، كما بنى حول المدينة سوراً محكماً مدعماً بأبراج ، و كان أول ما ابتنى فيه السور الغربي ، الذي فيه أبواب المدينة 0 2- مدينة " زويلة ": أنشئت " زويلة" مع " المهدية" كضاحية لها ، ليقيم فيها عامة الناس ، وجعل فيها الأسواق والفنادق ، و أحيطت بخنادق متسعة تجتمع فيها مياه الأمطار 0 و منه يتضح لنا أن "المهدية" أنشئت لـ"المهدي" و خاصته ، بينما أنشئت " زويلة" للتجار و العامة 0 3- مدينة " صبرة المنصورية" : توفي " القائم بن المهدي" في ( رمضان 334هـ ) ، و استلم الحكم ابنه " أبو الطاهر إسماعيل" ، فكتم موت أبيه كي لا يطمع فيه " أبو يزيد بن مخلد بن كيداد النكاري الخارجي" ، و حفاظاً على معنويات جنده ، الذين كانوا يحاربون " أبا يزيد مخلد بن كيداد " ، وفي (عام 335 هـ ) انتصر"إسماعيل" على "أبو يزيد" في وقعة " المشاعل" قرب "القيروان" ، فأضفى عليه هذا الانتصار لقب "المنصور بالله" و أمر " المنصور" بعمارة مدينة في المكان الذي صبر فيه عسكره ، و انتصر فيه على " أبو يزيد" ، و سماها " صبرة المنصورية " ، و أمر بإحكام سورها ، و رفع بنيانها ، فجعلت مدورة كـ" بغداد" ، و بنيت دار الأمير وسطها ، و كذلك المسجد الجامع ، و أحيطت بسور( عرضه 12 ذراعاً ) فيه (5 أبواب) : الباب القبلي ، والباب الشرقي ، و باب زويلة ، و باب كتامة - و هو شمالي- ، و باب الفتوح – ومنه تخرج الجيوش – و بنيت جدرانها بالآجر المكحل بالجير، وكانت منفصلة عن"القيروان" ، بينها و بين"القيروان" عرض الطريق 0 في ( عام 337هـ ) انتقل " المنصور " إلى عاصمته الجديدة " صبرة المنصورية" ، ومعه ولي عهده " أبو تميم المعز لدين الله " وخواص دعاته و أوليائه و سائر أهله وولده ، فجعلها مسكناً له ، وأقام بها في قصره ، و استمر في توسيعها و تحسينها ، و نقل إليها شيئاً فشيئاً مختلف المصالح الإدارية من "المهدية" ، كما نقل إليها أسواق مدينة " القيروان" و أرباب الصناعة فيها ، و لم تلبث أن شهدت تطوراً كبيراً ، لا بوصفها عاصمة سياسية و مدينة ترفيهية فحسب ، بل باعتبارها مركزاً إدارياً و مدينة تجارية أيضاً ، و أصبحت على جانب كبير من التقدم ، و يقال : أنه كان يدخل أحد أبوابها كل يوم (26ألف درهم ) ، و كان فيها مدة عمارتها ( 300 حمام ) أكثرها للديار ، و باقيها مبرز للناس 0 و لعل السبب في بناء " المنصور" لعاصمته الجديدة مجاورة تماماً لـ " لقيروان" ، و بينهما عرض الطريق ، يعود إلى رغبته في أن يبقي"القيروان" و أهلها تحت بصره و مراقبته الشديدة لهم ، فلا يتمكنون من الثورة ضده ، أو مناصرة أي خارج عليه – إذ اعتاد أهل القيروان على مناصرة كل خارج على الحاكم على مر العصور – لذلك فقد ربط " المنصور" سور المنصورية بسور القيروان بواسطة فصيل ، فلا تدخل بضاعة ما إلى مدينة " القيروان" إلا من خلال الفصيل ، و ذكر أنه نقل أسواق "القيروان" إلى " صبرة المنصورية" ، فكان الناس يعملون نهاراً في " المنصورية" و يعودون ليلاً إلى " القيروان" ، وهم مجبورون على اجتياز الفصيل ، و يوصد وراءهم الباب الذي في كلٍِِ من طرفي الفصيل ، فكان أهل " القيروان" رهائن بالنهار في " صبرة المنصورية" ، وأرزاقهم رهائن فيها في الليل ، حتى لا تحدثهم أنفسهم بالثورة و القيام على الدولة 0 دمرت "القيروان" و "المنصورية" بأوامر " المعز بن باديس" ( عام 449هـ ) ، كي لا يبقى فيهما ما يطمع قبائل الأعراب بهما ، فيسلم هو و جنوده 0 4- مدينة " القاهرة المعزية" : توفي " المنصور"( عام 241هـ ) ، وولي الأمر بعده ابنه " معد المعز لدين الله" ، وكان عالماً فاضلاً جابياً على منهاج أبيه من حسن السيرة و في (سنة 355هـ) أمر"المعز" قائده "جوهر الصقلبي" بالتوجه إلى مصر للاستيلاء عليها من الإخشيديين ، وأمر في الوقت نفسه بحفر الآبار في طريق مصر، وأن يبنى له في كل موضع قصر ، وتم الاستيلاء على مدينة "الفسطاط "( عام 358هـ) ، فحط "جوهر الصقلبي" رحاله في السهل الرملي الواقع شمال" الفسطاط " ، وهو سهل يحده من الشرق " جبل المقطم" ، ومن الغرب " خليج أمير المؤمنين" ، وبدأ فوراً بتخطيط وحفر أساسات رابع مدينة إسلامية في مصر بعد " الفسطاط " و" العسكر" و" القطائع " ، وهذه كلها متجاورة 0 بنى " جوهر" سوراً خارجياً للمدينة على هيئة مربع ، طول ( ضلعه 1200م ) ، بناه من اللبن بالحجم الكبير ، ربما لسرعة الانجاز ، فكانت أبعاد اللبنة الواحدة ( ذراع في ثلثي ذراع ) ، وكان سميكاً يستطيع أن يمر فوقه فارسان جنباً إلى جنب و جعل لهذا السور (8 أبواب) : (باب الفتوح وباب النصر في الشمال ، وباب زويلة ، وباب الفرج في الجنوب ، وباب البرقية ( و يعرف بباب التوفيق ، وباب القراطين ) وعرف فيما بعد بالباب المحروق في الشرق ، وباب القنطرة ، وباب السعادة في الغرب )0 و أنشا " جوهر" داخل السور جامعاً وقصر لـ" المعز" بالإضافة على دور وقصور أخرى لأصحاب " المعز" و أحفاده ، فكانت " القاهرة" كالحصن المنيع لا يجتاز أسواره سوى الجنود و كبار موظفي الدولة ، بينما يقيم عامة الشعب في " الفسطاط" و" العسكر" و" القطائع" 0 خرج "المعز" من "المنصورية" بأهله وجنده وذخائره في ( شوال عام 361هـ ) ونزل بـ" القاهرة" التي أنشأها له "جوهر الصقلبي" في( رمضان سنة 362هـ) وكان "جوهر" قد سمى المدينة التي أنشاها " للمعز" بـ "المنصورية" تيمناً باسم "المنصورية" التي أنشاها "المنصور بالله" خارج "القيروان" ، ولم تعرف مدينة " جوهر" بـ "القاهرة"إلا بعد أربعة سنوات من إنشائها إذ سماها "المعز" بعدما نزل فيها بـ"القاهرة" ، ولذلك يطلق عليها البعض اسم"القاهرة المعزية" 0 لم يعمر السور الذي بناه " جوهر الصقلبي" طويلاً إذ كان قد تهدم في عهد الخليفة "المستنصر بالله" فاستبدله الوزيرالفاطمي " بدر الجمالي" بسور آخر ، بعدما وسع رقعة "القاهرة" بمقدار ( 150شمالاً) و( 30م للشرق) ، و(مثلها إلى الجنوب) وقد تم تشييد السور الجديد و أبوابه بين (سنة 480-485 هـ ) وبني بالحجر المنحوت بمداميك منتظمة و جعل موازيا للسور القديم وأبوابه ولم يبق من السور الجديد سوى " باب النصر" ، و " باب الفتوح" شمالاً ، و " باب زويلة" جنوباً 0 5- قصر المعز لدين الله( القصر الشرقي الكبير): كان يشغل مساحة تقرب من (70 فداناً ) من جملة مساحة "القاهرة" البالغة (340 فداناً ) ، أي حوالي 5/1 من مساحة "القاهرة" 0 وكانت له تسعة أبوا ب و يتألف من خطط و أحياء تخترقها الطرقات والمسالك التي تفضي إلى أجزائه المختلفة فوق الأرض أو داخل السراديب المارة تحت الأرض ، و كانت تضيئه الرحبات الكبيرة غير المسقوفة ، أو الأفنية الداخلية الصغيرة التي تحيط بها الأروقة ذات الأعمدة و قد رصفت أرضياتها بأنواع الرخام متعدد الألوان ، كما كانت ألواح السقوف تزينها الزخارف الذهبية الجميلة ، وكان في وسط كل فناء نافورة يجري فيها في أنابيب من الذهب والفضة إلى أحواض و قنوات مرصوفة بالرخام 0 6- قصر العزيز بالله ( القصر الغربي ): كان بـ "القاهرة" قصر آخر إلى الغرب من القصر الشرقي الكبير عرف بالقصر الغربي ، شيده الخليفة "العزيز بالله" ، وكانت له عدة أبواب و قد وصف بأنه لم يبنى مثله في شرق ولا في غرب ، وكان يتصل بالقصر الشرقي بواسطة سرداب تحت الأرض ، كان ينزل فيه الخليفة ممتطياً ظهر بغلته 0 وكان أمام القصر الكبير الشرقي ، وفيما بينه و بين القصر الغربي ، ميدان فسيح تقام فيه حفلات عرض الجيش ، واشتهر فيما بعد باسم بين القصرين ، ولقد اندثرت كل هذه المباني و لم يبقى سوى الجامع الأزهر 0 ثانياً - العمارة الدينية : 1- جامع المهدية : أنشا الجامع الأصلي مع "المهدية" ، وقد جاء تخطيطه الأصلي في مساحة مستطيلة تمتد من الشمال إلى الجنوب و تضم صحناً أبعاده حوالي ( 49 × 34.30 م ) ، وتحيط بالصحن حالياً ثلاثة أروقة : في الشمال والجنوب والغرب ، وللصحن ( 3 مداخل ) في جداره الشمالي ، تقدم أوسطها برج قوسه حدوة الفرس الدائري و تزينه محاريب عليا و سفلى أقواسها حدوية ، وهذا البرج هو ما تبقى من الجامع القديم ، أما بقية أقسام الجامع بما فيها القبلية فجددت ( عام 1962 م )0 القبلية الحالية أبعادها (34× 23م ) ، و تتألف من ثلاثة أقسام : على الجانبين صالتين تفتحان على القسم الأوسط بأبواب ، ويتألف القسم الأوسط من ( 7 مجازات ) بكل منها ( 9 فتحات ) عمودية على جدار القبلة ، وتشكل الفتحة الوسطى مجازاً قاطعاً 0 ليس للجامع الحالي مئذنة ، في حين يذكر " كريزديل" أنه كان للجامع مئذنة حديثة وآثار مئذنة قديمة حوالي ( عام 1940 م ) 0 2- الجامع الأزهر في العصر الفاطمي : كان المسقط الأفقي للجامع ، وقت إنشائه ، مكوناً من القبلية و تتألف من ( 5 مجازات ) موازية لجدار القبلة ، في كل منها( 19 فتحة ) ، تشكل الفتحة الوسطى المجاز القاطع الذي يصل بين الباب الأوسط للقبلية و المحراب ، وهو أعرض من بقية الفتحات ، وسقفه أعلى من سقفها 0 و قد أنشأت ( 3 قباب ) في مجاز المحراب : واحدة فوق المحراب ، وفي كل زاوية ( جانب ) منه قبة ، على كل من جانبي الصحن رواق تتألف من ( 3 مجازات ) في كل منها ( 11 فتحة ) ، و فتح باب إلى الخارج في الفتحة الوسطى ، أما في الجهة المقابلة للقبلية فلم ينشأ رواق و فتح باب في وسط الجدار على محور المحراب، ويرجح المؤرخين انه الباب الرئيسي للجامع وأنه كان بارزاً يتقدمه إيوان تعلوه مئذنة رشيقة و قصيرة تهدمت فيما بعد 0 و يلاحظ أن ظاهرة المجاز القاطع ما كانت معروفة في جوامع مصر من قبل و أنها انشات للمرة الأولى في الجامع الأزهر ، ولعلها من الـتأثيرات المغربية التي و فدت إلى مصر مع الدولة الفاطمية 0 لم تمض فترة على إنشاء الجامع حتى عني بإصلاحه "العزيز بالله بن المعز" ، فزخرفه بالنقوش الجصية و الخط الكوفي ، كما جدد "الحاكم بأمر الله" مئذنته ( عام 400هـ ) ، وأنشأ له باباً من الخشب التركي بمصراعين عليه كتابات كوفية مورقة نقشت بالحفر البارز وهو محفوظ بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة0 وبقي من عصر"الآمر بأحكام الله" محراب خشبي ، يعلوه لوح نقشت عليه كتابات تذكارية بالخط الكوفي المورق تشير إلى أنه عمل ( سنة 519 هـ ) و هو محفوظ بالمتحف أيضاً 0 و يعد "الحافظ لدين الله" أول من أجرى في الجامع أعمالاً هامة إذ أضاف إلى الصحن رواقاً يدور حوله من جهاته الأربعة ، وجعل في منتصف الرواق الملصق للقبلية مدخلا إلى المجاز القاطع و جعل سقفه قبة حفلت بالزخارف و الكتابات الكوفية ، وتعد من أقدم النماذج التي وصلت إلينا من القباب المنقوشة من الداخل ، وقد جعل "الحافظ" الأروقة تطل على الصحن بأقواس تستند إلى أعمدة دائرية بدلاً من الدعامات المبنية بالآجر التي كانت في عهد جوهر ، وقد تمت إصلاحات "الحافظ" خلال الفترة من (524 - 544 هـ ) ، ونلاحظ هنا كذلك أن القبة وسط الرواق أمام القبلية من تأثرات العمارة المغربية وتذكرنا بقبة البهو في جامع عقبة بـ "القيروان" التي أنشأت (عام 248هـ) ، وكذلك الرواق أمام القبلية . 3- جامع الحاكم : بني خارج سور "القاهرة" الشمالي و حين وسع " بدر الجمالي" السور و جدد الأبواب أصبح "جامع الحاكم" داخل السور الجديد الذي يلتصق به عند جداره الشرقي بين بابي الفرج والفتوح . ينسب هذا الجامع إلى "الحاكم بأمر الله" ، مع أن الذي أمر بإنشائه أبوه "العزيز بالله" في ( رمضان سنة 380هـ ) ولقد صلى وخطب فيه الجمعة في ( رمضان سنة 381هـ ) ، ثم في( رمضان سنة 383هـ ) ، ثم توفي قبل أن يكتمل بناء الجامع0 وفي ( عام 393هـ ) أمر ابنه "الحاكم بأمر الله" أن يتم بناء الجامع ، وأقيمت فيه صلاة الجمعة بعد أن أتم بنائه في ( رمضان سنة 403هـ )0 وتخطيط الجامع عبارة عن مستطيل طوله حوالي ( 121م ) ، و عرضه ( 113م ) ، يتألف من صحن تحيط به ، ( 3أروقة) ، من جهاته الثلاث ما عدا جهة القبلة ، القبلية تتألف من ( 5 مجازات) في كل منها ( 17فتحة) ، تشكل الوسطى منها مجازاً قاطعاً ، و سقف مجاز المحراب قبة في الوسط فوق المحراب ، و قبة في كل جانب منه . كما رأينا في الجامع الأزهر ، يستند السقف إلى دعامات آجرية في زواياها أنصاف أعمدة كما في "جامع بن طولون" ، يتقدم المدخل الرئيسي للجامع برج يبرز عن واجهته و تزينه محاريب مسطحة ، كما رأينا في "جامع المهدية" ، على جانبي المدخل الرئيسي ترتفع مئذنتان ، بنيتا بالحجارة ، و يبدوان كبرجين يبرزان عن واجهة الجامع ، وهما بشكل عام تعتبران من زمرة مئذنة "جامع القيروان" ، و تفيد الكتابة الأثرية التي نقشت على كلٍ منهما بنيتا ( عام 393 هـ ) وفي ( عام 401 هـ ) أمر " الحاكم بأمر الله" بإحاطة كلٍ منهما بكسوة خارجية من الحجارة بغرض تدعيمهما ، و قد بنيت الأجزاء العليا من المئذنتين بمقطع مثمن من الآجر ، بعد زلزال ( سنة 702 هـ ) 0 4- مشهد الجيوشي : و لعل أقرب المآذن الفاطمية إلى "مئذنة جامع القيروان" ، هي"مئذنة مشهد الجيوشي" الذي أنشئه أمير الجيوش " بدر الجمالي" ( عام 478هـ ) في أعلى قمة جبل المقطم ليكون تربة له , وهذه المئذنة تعلو المدخل الرئيسي ، ومبنية بالآجر , وتتألف من 3 طوابق : مقطع الطابق السفلي مربع , وزينة قمته بصفين من المقرنصات الآجرية , وتعد أقدم مثال معروف للمقرنصات في العمارة الإسلامية بمصر . الطابق الثاني مقطعه مربع أيضاً , وفتحت في كل ضلع منه نافذة , وهو أقل حجماً من الطابق السفلي , ويعلوه طابق ثالث مقطعه مثمن , في كل ضلع منه نافذة قوسها مدبب , ويعلوه قبة نصف كروية . | |
|